أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين 2012

كُلُّنا سنَتَغَيَّرُ بِغَلَبَةِ رَبِّنا
يَسُوعَ الْمَسِيح
راجع 1 كور 15: 51-58
اختار مجلس الكنائس العالميّ والمجلس الحبريّ لتعزيزي وحدة
المسيحيّين هذه المراجع
الكتابية لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين لسنة 2012
نتغيّر بالمسيح الخادم
نلتقي بالمسيح الذي
يتقدّم نحو الغلبة من خلال الخدمة. نراه كالذي «لم يأتِ
ليُخدَم بل ليَخدُم وليبذل نفسَه فديةً عن كثيرين» (مر 10: 45). وبالتالي فإنّ كنيسة المسيح مدعوة إلى أن
تكون جماعة خدمة. وإذا شرعنا سويًا، بمواهبنا
المختلفة، كي نخدم البشريّة، عندئذٍ تظهر جليًّا وَحدتنا في المسيح.
من نبوءة زكريا 9: 9-10: ملكٌ عادلٌ ومنصورٌ
ووديع
إِبْتَهِجي
يا بنتَ صِهيَونَ، واَهتفي يا بِنتَ أُورُشليمَ ها مَلِكُكِ يأتيكِ عادلاً مُخلِّصًا وديعًا راكبًا على
حمارٍ، على جحشٍ اَبنِ أتانٍ. 10 سأقضي
على مَركباتِ الحربِ في أفرايمَ، والخيلِ وأقواسِ القِتالِ في أورُشليمَ، فيَتكلَّمُ مَلِكُكِ بالسَّلامِ
للأُمَمِ ويكونُ سُلطانُهُ مِنَ البحرِ
إلى البحرِ ومِنَ النَّهرِ إلى أقاصي الأرضِ.
المزمور 131: لم يستكبر قلبي
ما أطيبَ وما أحلى
أنْ يُقيمَ الإخوةُ معًا، 2 فذلِكَ مِثلُ الزَّيتِ الطَّيِّبِ
على الرَّأسِ، النَّازِلِ على اللِّحيةِ، لحيةِ هرونَ، النَّازِلِ على طَوقِ قميصِهِ، 3 ومِثلُ
نَدَى حَرمونَ النَّازلِ على جبَلِ صِهيَونَ.
هُناكَ أوصى الرّبُّ بالبَركَةِ والحياةِ إلى الأبدِ.
من
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة روم 12: 3-8:
لنا مواهب مختلفة
لخدمة بعضنا بعضًا 3 وأوصي
كُلَّ واحدٍ مِنكُم بِفَضلِ النِّعمةِ الموهوبَةِ لي أنْ لا يُغاليَ في تَقديرِ نَفسِهِ. بَلْ أنْ يتَعَقَّلَ في
تَقديرِها، على مِقدارِ ما قسَمَ اللهُ لَه
مِنَ الإيمانِ. 4 فكَما أنَّ لَنا أعضاءً كثيرةً في جسَدٍ واحدٍ، ولِكُلِّ عُضوٍ مِنها عَمَلُهُ
الخاصُّ بِه، 5 هكذا نَحنُ في كَثرَتِنا جسَدٌ
واحدٌ في المَسيحِ، وكُلُّنا أعضاءٌ بَعضُنا لِبَعضٍ، 6 ولَنا مَواهِبُ تَختَلِفُ باَختِلافِ ما
نِلنا مِنَ النِّعمَةِ: فمَنْ لَه مَوهِبَةُ
النُّبوءَةِ فلْيَتَنبَّأْ وفقًا لِلإيمانِ، 7 ومَنْ لَه مَوهِبَةُ الخِدمةِ فلَيخدُمْ، ومَنْ لَه
موهِبَةُ التَّعليمِ فليُعَلِّمْ، 8 ومَنْ
لَه موهِبَةُ الوَعظِ فَليَعِظْ، ومَنْ يُعطي فَليُعطِ بِسَخاءٍ، ومَنْ يَرئِس فَليَرئِسْ باجتِهادٍ، ومَنْ
يَرحَم فلْيَرحَمْ بسُرورٍ.
من إنجيل القدّيس مرقس 10: 42-45:
ابنُ الإنسان لم
يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم 42 فدَعاهُم
يَسوعُ وقالَ لهُم: «تَعلَمونَ أنَّ رُؤَساءَ الأُمَمِ يَسودونَها، وأنَّ عُظَماءَها يتَسَلَّطونَ
علَيها. 43 فلا يكُنْ هذا فيكُم، بل مَنْ
أرادَ أنْ يكونَ عَظيمًا فيكُم، فلْيكُنْ لكُم خادِمًا. 44 ومَنْ أرادَ أنْ يكونَ الأوَّلَ فيكُم،
فليَكُنْ لجَميعِكُم عَبدًا. 45 لأنَّ
اَبنَ الإنسانِ جاءَ لا ليَخدِمَهُ النّـاسُ، بل ليَخدِمَهُم ويَفديَ بِحياتِهِ كثيرًا مِنهُم.
-------------------------------------------
التأمّل الروحيّ
قد تحقق مجيء المسيح وإنتصاره في الخدمة. يريد
يسوع أن تملأ روح الخدمة قلوب تلاميذه، ويعلّمنا
أنّ العظمة الحقيقيّة تكمن في خدمة الله والقريب. يعطينا المسيح الشجاعة لنكتشف أنّ الخدمة، بالنسبة
لله، هي السلطة الحقيقيّة، كما يقول أحد
المسيحيّين من القرون الأولى.
إنّ نبوّة زكريا، التي تتحدّث
عن ملكٍ منتصر ومتواضع، تحقّقت في شخص يسوع المسيح. هو ملك السلام الذي أتى عند ذويه في أورشليم، مدينة السلام.
هو لم يدخل هذه الأخيرة بالحيلة أو بالعنف،
بل بالوداعة والتواضع.
يصف المزمور 131، بطريقة موجزة إنما معبرّة، السلام الداخلي
الذي ينتج عن التواضع. فصورة الأم وابنها تعني
حنان الله وتدعو جماعة المؤمنين إلى الثقة به.
يحثّنا بولس الرسول على أن نقيّم ذاتنا بحشمة وتواضع
وعلى أن نعي قدراتنا الشخصيّة. وإن وُجدت
بيننا مواهب متنوّعة فنحن نكوّن جسدًا واحدًا في المسيح. في
إنقساماتنا، أعطى الله مواهب مختلفة لكلٍّ من التقاليد، ونحن مدعوون إلى أن نضعها في خدمة بعضنا البعض.
"لأنّ ابن
الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل
ليَخدم ويبذل نفسه فديةً عن كثيرين" (مر 10: 45). بقبوله أن يكون خادمًا إفتدى المسيح رفضنا بأن نخدم
الله. فكان أمامنا المثال لإعادة العلاقات
السليمة بين جميع البشر: "مَن أراد أن يصير فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا"، هذه هي المقاييس من
الآن وصاعدًا للعظمة والصدارة.
يذكّرنا القديس بولس، في
رسالته إلى أهل روما، بأنّ العطايا المختلفة التي مُنحت لنا (النبوّة، الخدمة، التعليم، الوعظ،
العطاء، التدبير، الرحمة) تهدف إلى الخدمة. مهما
كنّا مختلفين فنحن جميعًا جسدٌ واحدٌ وأعضاءُ بعضنا لبعض. وإن استعملنا مواهبنا المتنوّعة في خدمة البشرية
نظهر للآخرين وَحدتنا في المسيح. عملُ
المسيحيين المشترك في سبيل البشرية، لمحاربة الفقر والجهل، لحماية المقهورين، لنشر السلام والمحافظة على
الحياة، لتطوير العلوم والثقافة والفن، هم
تعبير عن المسكونيّة العملية التي تحتاجها الكنيسة والعالم.
إن تمثّلنا بالمسيح الخادم نشهد بصدقٍ للإنجيل، فنلمس لا العقول فقط، بل أيضًا القلوب. هذه الخدمة المشتركة
هي علامة لمجيء ملكوت الله، ملكوت المسيح الخادم
صلاة
أيها الإله القدير والأزلي، عندما سلك ابنك طريق
الخدمة، سار بنا من عجرفة العصيان إلى تواضع
القلب. أعطنا أن نتّحد بعضنا مع بعض بروحك القدّوس، كي نعكس، من خلال خدمة إخوتنا البشر، وجهك
الحقيقي، أنت يا من تحيا وتملك إلى دهر الداهرين. آمين.
أسئلة للتفكير
1 - ما هي الخدم
الأكثر تهديدًا من الكبرياء والعجرفة؟
2 - ماذا يجب
أن نفعل كي تصبح مجمل المسؤوليات في الكنائس وسيلة للخدمة؟
3 - في مجتمع
اليوم، ماذا يمكن للمسيحيّين المنتمين إلى تقاليد كنسيّة مختلفة أن يفعلوا سويًا، لا كلاً على حدة، كي
يُظهروا وجه المسيح الخادم؟
صلاة من أجل وحدة المسيحيّين:
أيّها الرَّبُّ يسوع، يا مَن، في ليلةِ إقبالِه على الموت مِن
أجلِنا، صلَّيتَ لكي
يكونَ تلاميذُكَ بأجمعِهم واحدًا، كما أنَّ الآبَ فيكَ وأنتَ فيه.اِجعلنا نشعُرُ بعدمِ أمانتِنا، ونتألَّمُ لانقسامِنا. أعطنا
صدقًا فنعرِفَ حقيقتَنا،
وشجاعةًً فنطرَحَ عنَّا ما يكمنُ فينا مِن لامبالاةٍ وريبةٍ ومِن عداءٍ متبادل. اِمنحنا، يا ربُّ، أن نجتمعَ
كلُّنا فيكَ فتُصعِدَ
قلوبُنا وأفواهُنا، بلا انقطاع، صلاتَكَ مِن أجلِ وحدة المسيحيِّين، كما تريدُها أنتَ، وبالسُّبلِ الّتي تريدها. لنجِدْ
فيكَ دائمًا، أيّها المحبَّة
الكاملة، الطَّريقَ الّذي يؤدّي إلى الوحدة، في الطَّاعةِ لمحبَّتِكَ وحقِّكَ. آمين.
محطّات
هامّة في تاريخ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين
1740 وُلدت
في اسكوتلندا حركة من الجماعة الخمسينيّة البروتستنتيّة وكان هدفها الدعوة الى
الصلاة وتجديد الإيمان بالمشاركة مع جميع الكنائس الأخرى. وكان القسّ
الإنجيليّ جوناثان إدوارد يدعو الى يوم صلاة وصوم من أجل الوحدة، كيما تجد الكنائس
كلّها الرغبة الرسوليّة.
1820 نشر
القسّ هالداين ستيوارت "مقترحات" من أجل وحدة المسيحيّين الشاملة بواسطة
حلول الروح القدس.
1840 دعا
القسّ إغناطيوس سبنسر، قسّ أنغليكانيّ ارتدّ لاحقاً الى الكاثوليكيّة، الى إنشاء
"إتّحاد الصلاة من أجل الوحدة"
1867 في
مقدّمة مقرّراتها، شدّدت الجمعيّة العامّة لأساقفة الكنيسة الإنغليكانيّة في لامبث
على أهمّية الصلاة من أجل الوحدة، وأعادت التذكير بهذا في الإجتماعات اللاّحقة.
1894 شجّع
البابا لاون الثالث عشر في كتابات مختلفة، على أهمّية تطبيق "ثُمانيّة"
الصلاة من أجل الوحدة في زمن العنصرة.
1908 بدأ
القسّ بول واطسن لأول مرّة بالإحتفال بثمانيّة الصلاة من أجل الوحدة في نيويورك
آملاً أن تصبح شائعة في الكنائس كلّها.
1926 بدأت
حركة "إيمان وتنظيم" بنشر مقترحات من أجل ثُمانيّة الصلاة من أجل وحدة
المسيحيّين.
1935 بدأ
الكاهن الكاثوليكيّ بول كوتورييه بالترويج بالأسبوع الشامل من أجل الصلاة من أجل
وحدة المسيحييّن، ترتكز على "الوحدة التي أرادها المسيح، وبالوسائل التي
يريدها هو".
1958 بدأ
المركز المسكونيّ "الوحدة المسيحيّة" في ليون، فرنسا، بتحضير اسبوع
الصلاة بالتعاون مع الجمعية "إيمان وتنظيم" المنبثق عن المجلس المسكونيّ
للكنائس.
1964 البابا
بولس السادس والبطريرك إثيناغوراس الأوّل صليّا معاّ في أورشليم صلاة يسوع
"لكيما يكونوا كلّهم واحداً" (يو 17، 21) في السنة عينها صدر القرار حول
العمل المسكونيّ في إطار المجمع الفاتيكانيّ الثانيّ، وشدّد على أن الصلاة هي روح
الحركة المسكونيّة، مشجّعاً على المحافظة على أسبوع الصلاة من أجل الوحدة.
1966 قرّرت
هيئة "إيمان وتنظيم" المنبثقة عن المجلس المسكونيّ للكنائس، أمانة سرّ
المجلس الحبريّ من أجل وحدة المسيحيّين على إعداد النصّ الرسميّ لأسبوع الصلاة من
أجل الوحدة كلّ سنة.
1968 تمّ
الإحتفال للمرّة الأولى بأسبوع الصلاة من أجل الوحدة بحسب النّص الموحّد الّذي
أعدّه "إيمان وتنظيم" و أمانة سرّ المجلس الحبريّ من أجل وحدة
المسيحيّين.
1988
استُعملت صلاة اسبوع الوحدة في حفل افتتاح "الرابطة المسيحيّة في
ماليزيا" وهي منظّمة تعمل على التنسيق والربط بين جميع الطوائف المسيحيّة في
البلاد.
1996 إنضمّت
الى المؤسّستين اللّتين تعنيا بتحضير النّص السنوي لأسبوع الصلاة منظّمتان أخريان
علمانيّتان: الجمعيّة المسيحيّة للشبّان والجمعية المسيحيّة للشّابات (YMCA وYWCA
).
2004 تمّ
الإتّفاق بين الهيئات المعدّة للنص على طبع نصّ الصلوات تحت شكل موحّد يوضع في
استعمال كلّ الكنائس والجماعات المسيحيّة وبالّلغتين الإنكليزيّة والفرنسيّة، وذلك
بمجهود مشترك بين "إيمان وتنظيم" المنبثقة عن المجلس المسكونيّ
للكنائس، أمانة سرّ المجلس الحبريّ البابويّ من أجل وحدة المسيحيّين.
2008 تمّ
الإحتفال في كلّ العالم، وبمبادرات متعدّدة ومختلفة، باليوبيل المئويّ الأوّل
لولادة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين تحت عنوان "صلّوا باستمرار"
(1تس 5، 17)، عنوان يعبّر عن فرح الكنيسة ورجائها الوطيد بتحقيق وحدة ابنائها حول
جسد المسيح.